مناظرات النحويين في مجالس العلماء، قراءة إبستمولوجية

Research output: Contribution to conferencePaperpeer-review

Abstract

يتضمن كتاب "مجالس العلماء" المنسوب إلى أبي القاسم الزجاجي (ت340هـ) جملة من محاورات النحويين ومناظراتهم، وقيمة الكتاب أنه لا يتحدث عن مسائل وقضايا يسيرة يمكن لطالب العلم أن يتوصل إليها باجتهاده الشخصي؛ بل يتحدث عن مسائل وقضايا عويصة تجادل فيها العلماء.
ونسعى إلى إعادة فهم المناظرة أو المحاورة وفق نظرية جديدة هي السَّبْر Probing theory، وهي نظرية أنطولوجية وإبستمولوجية وميتالغوية. هي أنطولوجية لأنها تعيد النظر إلى الوجود والعدم عبر ستّ مقولات هي الوحدة unit، والحدث act، والعلاقة relation، والحالة condition، والوجدانيات emotions، والزمان time. وهي إبستمولوجية لأنها تُحلِّل المعرفة الإنسانية في العلوم المختلفة، وتناقش الفلسفة التي تقف وراء وعْيِها، وتُقوِّم أصولها التي بُنِيَتْ عليها، وتُقنِّن وضع مصطلحاتها، وتقدم آلية للفصل الدقيق بين مفاهيمها المتداخلة. وهي ميتالغوية لأنها أورجانون جديد يضبط التفكير عبر لغة موحدة لها جهاز اصطلاحي ومفاهيمي جديد.
فالمجلس الأول من مجالس العلماء يمكن قراءته بلغة السبر على النحو الآتي:
((نجد في وجدان عيسى بن عمر أن الوحدة التي تَكُون حالتُها في جملة (ليس) هي حالةَ الخبر باعتبارها الطرف الآخر من طرفَي العلاقة بين اسم (ليس) وخبرها- يقع عليها حَدَثُ النَّصْب فقط، في حين أنها في وجدان أبي عمرو بن العلاء تستحق حدث النصب عند وِحدات تُدْعى الحجازيين، وتستحق حدث الرفع عند وِحْدات أخرى تُدْعى التميميين، وباختلاف حالة الإعراب يختلف مصطلح الخبر بين أن يكون (خبر ليس) أو (خبرًا) على إطلاقه، ويتفق عيسى وأبو عمرو بأن حالة إعراب الخبر تشمل جميع جزئيات الكُلّي المعروف بمصطلح "خبر ليس" أو مصطلح "الخبر"، ولكنهما يختلفان في إمكان أن يكون (خبر ليس) في حالة رفع، ولكي يُحْسَم الجدلُ بينهما استُعمِل الجُزْئيُّ "ليس الطِّيْبُ إلا المِسْكُ/المِسْكَ" لاختبار وِحْدتين هما المنتجع التميمي وأبو مهدية الحجازي)).

إن لنظرية السبر جهازًا اصطلاحيًّا ومفاهيميًّا، وآلية اشتغال ذات خطوات منهجية، ومن اهتماماتها أنها ترى أن تحديد ماهية المسبور الذي يدُلّ عليه "المصطلح" وتمييزَها من ماهية مسبور يدُلّ عليه مصطلحٌ آخر- عملية معقدة جدًّا تتطلب معادلة رياضية نتوصل من خلالها إلى كل التنوعات المختلفة المسببةِ اختلافَ ماهيات المصطلحات، وهذه المعادلة هي:
(عدد احتمالات تعدد مصطلح المسبور وهو احتمالان 2 × عدد احتمالات تنوع المسبور وهو 6 × عدد احتمالات تنوع الكلّيات التي تنتمي إليها الأمثلة التي يعبر عنها المصطلح وهو 2 × عدد احتمالات تنوع تأويلات المختصين للمصطلح وهو 2 × عدد احتمالات تنوع المستعملين لموضوع المصطلح وهو 2 × عدد احتمالات تنوّع أحوال موضوع المصطلح وهو 2) - (الاحتمالات التي لم تنطبق على المسبور الذي يُعبِّر عنه المصطلح) = ماهية المسبور المراد تمييزه في التخصص الواحد عن سائر المسبورات.
وقد نشر الباحث مجموعة دراسات استعمل فيها نظريته "السبر" لحل إشكالات مختلفة؛ وهذه الدراسات هي:
1) فتنة المصطلحات والمفاهيم اللغوية، مفهوم الكلمة أنموذجًا.
2) إشكال مفهوم الإسناد عند اللغويين والمناطقة، ودور نظرية السبر في معالجته.
3) بناء المعطيات الاصطلاحية والمفهومية للمعاجم النحوية والصرفية، محاولة لحل إشكالاتها عبر نظرية السبر.
4) السبر.. أورجانون العلوم الجديد.
5) تعدد الدلالة الوظيفية للمفعول به في ضوء نظرية السَّبْر.
Original languageArabic
Publication statusPublished - Oct 18 2023

Cite this