قراءة وتحقُّق في كتاب لاديسلاف هولي: "الدين والعُرف في مجتمع مسلم: مجتمع البرتي السوداني"

وسط البرتي في شمال دارفور (السُّودان)، كما هو الحال في العديد من المجتمعات الإسلاميَّة، غالباً ما تكون الممارسات الدِّينيَّة الرَّسميَّة من شؤون الرِّجال؛ بينما تؤدَّى الطُّقوس العُرْفيَّة المحلِّيَّة غير الأرثودوكسيَّة أو التَّقليديَّة بوساطة النِّساء في الأكثر. ومن المعتاد أنْ تُرْفض هذه الممارسات الشَّعبيَّة المحلِّيَّة كونها بقايا جاهليَّة ما قبل الإسلام؛ ولكن البروفيسور لاديسلاف هولي يبيِّن أنَّ الطُّقوس العُرْفيَّة تشكِّل جزءً لا يتجزأ من النَّسق الدِّيني للبرتي. وبتحليله المقولات الرَّمزيَّة في طقوس البرتي بعناية، يوضِّح البروفيسور لاديسلاف هولي أنَّ التَّمييز بين هاتين الفئتين من الطُّقوس هو تعبير عن علاقات النُّوع (بين الجنسين) المميِّزة للمجتمع. كما يفحص التَّوزيع الاجتماعي للمعرفة عن الإسلام، ويدرس دور المدارس الدِّينيَّة في إدامة الأفكار الدِّينيَّة.
العمل عموماً ليس دراسة إثنوغرافيَّة للطُّقوس، والعقيدة، والنُّوع في مجتمع أفريقي فحسب. لكنَّه يقدِّم إسهاماً كبيراً في النِّقاش الأنثروبولوجي الحالي حول تفسير، ومعنى الطُّقوس والرُّموز أيضاً.