من العَلاقات النصية في القرآن الكريم (دراسة تطبيقية في سورة القصص)

يهدف هذا البحث إلى أن يتجاوز بالدراسة النحوية حدود الجملة، وأن يتحلّل من قيودها ويخرج من ربقتها إلى مجال النص وشموليته باعتباره كيانًا لغويًا أكبر من الجملة تربط بين مكوناته علاقات نحوية ومعنوية، ومحاولة الكشف عن هذه العلاقات الداخلية بين الجمل المكونة للنص، وتفسيرها في موقعها الذي ترد فيه، فلا تفسّر مبتورة الصلة عن سياقها، وإلا كان ذلك ضربًا من الجور والتعسّف وتحميل النص مالا يحتمل.
وقد وقع اختياري على سورة من سور القرآن المكيّة وهي سورة
«القصص» للتطبيق كنصّ محّدد له بداية ونهاية للكشف عن العَلاقات اللغوية والوسائل النصية التي أسهمت في تآخذها وتماسك أجزائها.
وكان من أهداف هذا البحث أيضًا هو محاولة الإجابة عن سؤال مؤداه كيف يتماسك وينسجم النصّ القرآنيّ ؟ ومحاولة اختبار الوسائل التي اقترحها النصيّون لوصف تماسك النص، ومدى تحققها واطرادها وتطبيق ذلك على سورة من سور النص القرآني الذي وصف قديمًا بأنه كالكلمة الواحدة، وهنا تجدر الإشارة إلى دور المفسّرين في تعاملهم مع النصّ القرآني ونظرتهم النصيّة إلى هذا النص المقدّس، وكشفهم عن العلاقات والوسائل التي تربط بين كلماته وجمله وآياته وسوره، حتى إنهم اعتبروه كالكلمة الواحدة رغم تفاوت أوقات نزوله، ومختلف مناسباته، وقد استغرق نزوله نيّفا وعشرين سنة.