حماية حقوق الملكية الفكرية في مجال البث الفضائي - دراسة مقارنة بين القانونين الإماراتي والمصري

تعد العولمة واحدة من أهم المظاهر التي فرضت نفسها عل الساحة الدولية، ولقد واكب فكرة العولمة ظهور ثورة الاتصالات والبث الإذاعي عبر الأقمار الصناعية، فالبث الفضائي يشكل اليوم عصب الاتصالات الدولية، إذ أصبحت القنوات الفضائية من الموضوعات التي تشغل اهتمام صناع القرار والرأي العام والقادة، لكونها وسيلة من أنجح الوسائل وأضمنها وأكثرها تأثيرًا لتحقيق الاتصال المطلوب. وبلا شك فإن القنوات الفضائية اليوم تمثل أكبر وأخطر انعطاف في ثورة الاتصالات. وأمام الأهمية القصوى للبث الفضائي في تلقي المعلومات وإشباع الرغبات، فقد عاصر ذلك سعي الكثير إلى الاعتداء على حقوق البث الفضائي، وذلك من خلال استحداث أجهزة وبرامج لفك شفرات عملية البث الفضائي، وهو شبيه بما حدث لقناة الجزيرة عند نقلها كأس العالم 2010 من جنوب إفريقيا، أو لنسخ البرامج والمحتوى الذي يحمله هذا البث وبيعه دون الحصول على إذن بذلك، أو قيام المشترك بإعادة بث القنوات الفضائية لعدد كبير من المستخدمين. وهكذا فإن ظاهرة القرصنة في مجال البث الفضائي تستدعي بذل جهود حثيثة لمواجهتها، لما تشكله تلك الظاهرة من ممارسات خاطئة تؤدي إلى إلحاق الضرر بالشركات التي تستثمر أموالاً طائلة لشراء حقوق البث الفضائي، بالإضافة إلى تهديد فرص عمل ألاف العاملين في مجال البث الفضائي بالضياع، علاوة على تمثله تلك الظاهرة من اعتداء على حقوق الملكية الفكرية. لذا كان لدولة الإمارات العربية المتحدة دورًا رائدًا في حماية حقوق الملكية الفكرية لحقوق البث الفضائي سواء على المستوى التشريعي من خلال إصدار القانون الاتحادي رقم (7) لسنة 2002 في شأن حقوق المؤلف والحقوق المجاورة، أم على مستوى التطبيق العلمي بما نلمسه من جهود متواصلة جديرة بالاحترام في هذا المجال.