تنبيهات البطليوسي على غير الجائز صرفيًّا ونحويًّا من خلال كتابه شرح أبيات الجمل " دراسةٌ وصفيةٌ تحليلية ": Inflection grammatically Incorrect through the book " shrh a'byat aljml"for Btaliossi "descriptive analytical study,"

هذا البحث عنوانه " تنبيهات البطليوسي على غير الجائز صرفيًّا ونحويًّا من خلال كتابه شرح أبيات الجمل " دراسةٌ وصفيةٌ تحليلية "" ومن المتفق عليه أنَّ شروح الدواوين الشعريّة تمثِّل ثروة،لا يُسْتهان بها في مجالات اللغة،صوتًا وصرفًا ونحوًا ودلالةً،وهو ما ينسحب على كتب الأمالي وكتب الشروح التي وضعها اللغويون والنحاة شرحًا على الأبيات الشعرية الواردة في مؤلفٍ ما لأحد اللغويين أو النحاة أيضًا،نحو شرح السيرافي على أبيات سيبويه،وشرح ابن سيده على أبيات الجمل للزَّجّاجيّ، وشرح البطليوسي على أبيات هذا الكتاب أيضًا، وأمـالـي ابـن الشجري.
والملاحظ أنَّ الشارح في مثل هذه الكتب كثيرًا ما كان يناقش قضايا صرفيةً أو نحويةً منبِّهًا على الخطأ أو الغلط في أمرٍ ما ؛ ومن هنا كان غير الجائز صرفيًّا ونحويًّا في أمهات الكتب -ومن بينها الشروح- يشكِّل ثروةً لا يُسْتهان بها في التعرُّف على الفكر الصرفي والنحوي؛ ومِن ثَمّ استخدام هذا الجانب المعرفي – الذي يعدُّ معينًا لا ينضب صدد التعرض للتحليل النّصيِّ لنصٍ ما ،تحليلاً لغويًّا في ضوء علم اللغة النصيِّ ،وهو الأمر الذي يتفق مع كون اقتضاء المنهجية العلمية والموضوعية في الدرس اللغوي عدم الاقتصار فـي أخْذِ العلم الصرفـي والنحوي واللغوي عامةً مــن الكتب المقصورة عـلى هـذا التأليف.
وانطلاقًا مما سبق ، وبالإضافة إلى مالفت انتباهي من تركيز البَطَلْيَوسِيّ – أبو محمد عبد الله بن السِّيد البَطَلْيَوْسِي ، المولود في مدينة بَطَلْيَوْس بالأندلس ، سنة أربعمائةٍ وأربعٍ وأربعين ، والمتوفى سنة خمسمائةٍ وإحدى وعشرين من الهجرة – على غير الجائز والتعليل له بكلِّ ما أوتي من عِلْمٍ ، فقد وقع اختياري على كتابه كتابِ شرح أبيات الجمل ، كي أشارك بلبنةٍ في فهم البناء المعرفي اللغويّ . وقد عبَّر البطليوسي عن هذه الأخطاء والأغلاط الصرفية والنحوية بقوله: وهذا خطأ، وذلك غلط ،ولا يجوز،ولا يلزم...إلخ .وتجدر الإشارة إلى أنَّ المقصود بغير الجائز صرفيًّا ونحويًّا هو غير الجائز عند البطليوسي،أو ما نصّ عليه هو بخصوص عدم الجواز عند النحويين أو عند أحدٍ بعينه ممن ذكر أسماءهم .
وهنا أشير إلى أنَّ هذا البحث على الرَّغْم من أنَّه قد يبدو قديمًا في موضوعاته ،فإنَّ الجديد فيه يبدو في طريقة التناول ، المبنية على الوصف والتحليل ، ومحاولة ربْطِ فكرة غير الجائز بالمعنى في كثيرٍ من المواضع ؛ ومن ثَمَّ ثراء المعنى النَّصِّيّ للبيت موضع ملاحظة البطليوسي في سياقه النَّصِّيّ ، أضف إلـى ذلك بيان رأيه فيما يتعلق بالقضايا المطروحة ومناقشتها من خلال فكرة غير الجائز ، وبناءً على استقراء مصدر الدراسة ، فقد اقتضى البحـث أن يـكون مقسّمًا على أحد عشر مبحثًا ،أولها لغير الجائز صرفيًّا ،والبقية فيما يتصل بغير الجائز نحويًّا.