أثر الثورة الرقمية على التحولات القيمية والمعيارية والبنيوية في المجتمع الخليجي: دراسة في سوسيولوجيا التغير الاجتماعي من خلال المثال العُماني: أثر الثورة الرقمية على التحولات القيمية والمعيارية والبنيوية في المجتمع الخليجي: دراسة في سوسيولوجيا التغير الاجتماعي من خلال المثال العُماني

لا ريب أن البشرية دخلت منذ أواخر القرن العشرين في مرحلة الثورة الرقمية التي اكتسحت كل المجالات الحياتية وأصبحت مدار اهتمام كل العلوم، بحكم أثرها على الأفراد والمجتمع. لنقل إذا أن هذه التكنولوجيا أفضت إلى وجود واقع محايث للواقع المادي المحسوس وهو الواقع الافتراضي. وعليه فإنه من المشروعية بمكان أن نتساءل عن أثر الثورة الرقمية ممثلة في وسائل الاتصال الحديثة ومختلف البرمجيات والتقنيات والتطبيقات على واقع الحياة الاجتماعية في المجتمع الخليجي الذي يتميز بانفتاحه المتسارع على كل ما هو تقني في سياق عملية النهضة والتنمية. فقد بات المحتوى الرقمي أكثر الحاحية في واقع حياتنا العصرية التي أضحى فيها تطور التقنيات سريع الحركة باستمرار بل وخلق سباقات علمية بين مختلف القوى المنتجة لها.
ونحن في العلوم الاجتماعية اذ نندب أنفسنا لدراسة التغيرات الاجتماعية في المجتمع العربي والذي منه المجتمع الخليجي، فإننا من خلال مساهمتنا هذه سنحاول أن ندرس استنادا إلى المثال العُماني توخي المنهج الكيفي وخاصة تقنية المقابلات البؤرية لدراسة أبرز التحولات التي مست القيم والمعايير الضابطة للحياة الاجتماعية وكذلك تلك التبدلات التي شملت البنيات الاجتماعية في مجتمع السلطنة الذي ستشمله الدراسة. وبذلك فإن أهدم أهداف هذه الورقة البحثية هي معرفة الآثار الناجمة عن استخدام التكنولوجيا الرقمية خاصة وأن سلطنة عمان تتحول في سياق متسارع نحو تعميم الرقمنة في كل المجالات الحياتية. والأهم من ذلك كله معرفة طبيعة هذا التأثير على المستويات الثلاثة المذكورة خاصة إذا أخذنا بعين الاعتبار أن عملية التنمية في المجتمع العماني سواء مع مرحلة النهضة أو التجديد راهنت على المراوحة بين الأصالة والمعاصرة.
الكلمات المفتاحية: الثورة الرقمية، التحولات القيمية والمعيارية، التحولات البنيوية، المجتمع الخليجي، المجتمع
العماني.