تفاصيل المشروع
Description
This research project aims to build digital educational models based on the elements of scientific inquiry and science processes in the field of education and learning of visual arts. We will measure their impact on the skills of visual thinking and self-efficacy beliefs of basic education students, measuring students' attitudes about using the educational models in digital learning environments.
The research project requires the construction of a range of instruments. The most important of which is the testing of scientific inquiry in the visual arts, the measure of visual thinking skills based on scientific inquiry in the visual arts, the measure of self- self-efficacy beliefs associated with the components of scientific inquiry in the visual arts, and the measure of learners' attitudes towards digital educational models. All these will be established through reviewing the recent literature and research studies.
The project?s sample will be selected from cycle 2 and post-basic education in Oman. This research project will follow the mixed approach including exploratory sequential design by reviewing the related literature, as well as qualitative and quantitative analysis of collected data to be reached through experimentation procedures. The classic test theory will be used in processing the data statistically. This research project will contribute to the development of visual arts education by developing students' thinking patterns and training them in practical research and innovation. This will be happened through the practice of science processes, opening up prospects for curriculum integration, as well as activating students' digital technology skills while learning the arts.
Layman's description
This research project aims to build digital educational models based on the elements of scientific inquiry and science processes in the field of education and learning of visual arts. We will measure their impact on the skills of visual thinking and self-efficacy beliefs of basic education students, measuring students' attitudes about using the educational models in digital learning environments.
The research project requires the construction of a range of instruments. The most important of which is the testing of scientific inquiry in the visual arts, the measure of visual thinking skills based on scientific inquiry in the visual arts, the measure of self- self-efficacy beliefs associated with the components of scientific inquiry in the visual arts, and the measure of learners' attitudes towards digital educational models. All these will be established through reviewing the recent literature and research studies.
The project?s sample will be selected from cycle 2 and post-basic education in Oman. This research project will follow the mixed approach including exploratory sequential design by reviewing the related literature, as well as qualitative and quantitative analysis of collected data to be reached through experimentation procedures. The classic test theory will be used in processing the data statistically. This research project will contribute to the development of visual arts education by developing students' thinking patterns and training them in practical research and innovation. This will be happened through the practice of science processes, opening up prospects for curriculum integration, as well as activating students' digital technology skills while learning the arts.
Key findings
تعتبر الخبرة التي يكتسبها المتعلمون من خلال سلوكيات التفكير الإبداعي مدخلا رئيسا يسهم في استعدادهم لمستجدات القرن الحادي والعشرون. فالاستقصاء هو نوع من السلوك الانساني الذي يظهره الفرد، ويصل به إلى المزيد من المعنى في خبرته، فهو معنى ومفهوم يشير إلى اتجاه العقل وحالته الغير مستقرة، وهو طريقه في التعلم وعمليه البحث، كما أنه اسلوب بحث عن الصدق باعتباره عمليه يتم فيها وصول الفرد إلى تفسير صحيح لموقف محير (المرابط، 2018).
كما عرفه المركز الاستكشافي للاستقصاء (Exploratorium Institute of Inquiry 1996) بأنه وسيله للتعايش في العالم، وطريقه للحياة بما في ذلك العمل والتعامل مع البشر في المجتمع. (المرابط، 2018). ويرتبط الاستقصاء العلمي بالكثير من المفاهيم التربوية الحديثة، من هذه المفاهيم "التعلم النشط"، ومجتمع المتعلمين، وبيئة التعلم الآمنة، والمعلم البنائي. كما ان معنى الاستقصاء العلمي يدور حول فكرتين كبيرتين هما ان الاستقصاء العلمي هو جوهر المشاريع، والثانية انه استراتيجية لتعليم العلوم وتعلمها.
وقد طال الجدال العلمي لسنوات عديده حول ايهما أكثر اهميه، هل الاستقصاء يعني بتعليم المحتوى العلمي، أم أنه يعني بتعليم العمليات، ففي هذا السياق يرى الوهر (2016، ص12) الاستقصاء أنه عملية بحث منظم تضم مجموعة من النشاطات العقلة واليدوية التي يقوم بها المتعلم للتوصل إلى حل لمشكلة تتحدى تفكيره، فهو يعني نهاية الإطار الفكري الذي يقوم على أن الاستماع يؤدي إلى التعلم بالنسبة للطالب، ونهاية الإطار الفكري الذي يقوم على أن التعليم هو عملية شرح المادة للمتعلمين بالنسبة للمعلم، والتحول إلى إطار فكري جديد يأخذ فيه المعلم دور المتحدي أو المنخرط في النشاط البحثي كغيره من المتعلمين اللذين من حوله. أما الاستقصاء في غرفة الصف فقد أتخذ أشكالا كثيرة، وأصبح محور اهتمام متزايد من التربويين، ففيه يندمج الطلبة في كثير من النشاطات وعمليات التفكير بطريقة مشابهة لما ?قوم به العلماء الذين يسعون إلى توسيع معرفتنا بالعالم، ومع ذلك، فإن النشاطات وعمليات التفكير التي يستخدمها العلماء ليست دائما مألوفة للتربوي الذي يريد تقديم الاستقصاء في غرفة الصف. (الوهر، 2016، ص12)
وبوجه عام، فإن الطالب المستقصي ?قوم بالملاحظات، و?جمع البيانات ويفسرها، و?صوغ الفرض?ات و?صمم التجارب لاختبارها، و?كتشف علاقات السبب ? النت?جة، و?ربط ب?ن المتغيرات التابعة والمستقلة، و?ستخدم القدرات التعليلية، و?ستخلص النتائج من الب?انات، و?دافع عن الاستنتاجات بناء على الب?انات، وعل?ه، فإن الاستقصاء ?ت?ح للطالب فرصة الوقوف على طب?عة العلم ود?نام?ته، و?جعل الطالب ?تب?ن أن المعرفة ل?ست نهائ?ة، وأنها قابلة للتعد?ل، كما ?ؤدي إلى تول?د القدرة عند الأطفال على تعم?م مهاراتهم في الاكتشاف، وعلى حل المشكلات التي تعترضهم خارج إطار غرفة الصف. (الوهر، 2016، ص24)
ويشير جيتين (Cetin, 2021) إلى التعليم الاستقصائي بأنه يقوم على الكيفية التي يتم بها بناء الحجج، وبلورتها في مواقف وتعليمات متسلسلة موجهة من المعلم، وأن ذلك من شأنه ان يحسن قدرات الطلبة على التعلم بشكل أفضل من التدريس التقليدي. وقد ربط سوان وآخرون (Swan et al., 2021) بين معايير الاستقصاء وجوانب الحياة المدنية والوظيفة والاستعداد للمستقبل خلال عمليات التعليم والتعلم، بدلا من عمليات الحفظ والتلقين السائدة في تعليم العديد من ميادين المعرفة، حيث لا تتم هذه العملية دون تضافر جهود المعلمين وطلابهم والجهات المسؤولة الداعمة لهذا التوجه في التعليم والتعلم الذي يجعل المناهج القائمة على الاستقصاء والاستفسار قابلة للتحقق. ويشير جاريت وآخرون (Jarrett et al., 2020) أيضاً إلى أن هناك علاقة وطيدة بين الاستقصاء والتعلم من خلال اللعب، حيث المتعة والمرح المحفز للأطفال والمتعلمين يتوفران خلال اللعب الذي يمكن تصميمه وفقا لمعايير الاستقصاء، والتعلم من خلاله، على نحو يدفع إلى الاكتشاف والتحفيز المستمر والدائم نحو التعلم. كذلك حدد موليباش وزملاؤه؛ Molebash et al., 2019) ستة عمليات يمر بها المتعلم في سبيل تقدمه نحو الاستقصاء حول موضوعات العلم وهي:المشاركة، طرح التساؤلات، التخطيط والمراقبة، البحث والجمع، التحليل والابداع، التواصل والتطبيق.
وفي الجانب الأخر في مناهج العلوم، توفر المعايير الوطنية لتدريس العلوم في الولايات المتحدة، والتي أصدرها المجلس الوطني للعلوم في أواسط التسعينات من القرن الماضي تبصرا مهما في الطرق التي ?حافظ ف?ها المعلمون على حب استطلاع عال لدى الطلبة، ويساعدونهم على تطوير مجموعة من القدرات المرتبطة بالاستقصاء العلمي. كما تركز هذه المعا??ر على أن التربية العلمية بحاجة إلى إعطاء الطلبة ثلاثة أنواع من المهارات والفهم. فهم بحاجة إلى تعلم المبادئ والمفاهيم العلمية، والى امتلاك المهارات الاجرائية المتوافرة لدى العلماء، وإلى فهم طبيعة العلم بوصفه شكلا من أشكال الجهد الإنساني. (الوهر، 2016، ص15)
وعلى ضوء ذلك، فان مراحل التعلم بالاستقصاء تدفع الفرد المتعلم إلى اكتشاف الذات، وتوجيهها نحو الحقيقة بشكل منظم ومتدرج في مواقف تعليمية تضمن الوصول إلى الحقائق والمعلومات من خلال التجريب والفحص وممارسة أساليب البحث بكافة عملياتها. فالكفاءة الذاتية للمتعلم وفقا لرأي آلت (Alt D., 2015) تشير إلى معتقدات الطلبة في قدرتهم على تنظيم تعلمهم، وتدفع الطلاب نحو تحقيق إنجازات في تحصيلهم الأكاديمي، حيث ربط آلت بين النظرية البنائية وبين معتقدات الكفاءة الذاتية للطلبة، وتصوراتهم نحو مدى تقدمهم في التعلم، كما أشار إلى أن بيئة التعلم تعد محورا رئيسا في عملية بناء المعرفة وتطوير معتقدات الكفاءة الذاتية.
وتشير الدراسات الحديثة على أهمية الكفاءة الذاتية في عملية التربية والتعليم، حيث يرى كل من كونرادتي وبوجنر (Conradty and Bogner 2021) تعزيز الكفاءة الذاتية للمتعلمين بأنها تعمل على تعزيز الابداع لديهم من خلال تهيئة مواقف تعليمية تضمن مرورهم بعمليات التخيل، والاستكشاف، واختبار المعرفة وتأملها، حيث ركز الباحثان في دراستهما على قياس مستوى التحفيز والكفاءة الذاتية من منطلق قدرة المتعلمين على معالجة الأفكار والانغماس الإبداعي خلال ما يمارسونه من مهام وإجراءات. في حين يرى زيلناك (Zelenak, 2020) الكفاءة الذاتية على أنها المهيمنة على تشكيل الادراك الذاتي للعمل والجهد والانجاز، حيث يتطلب هذا الأمر توفر استراتيجيات عملية لتعزيز تطوير تلك الكفاءة اثناء التعلم، ودمج الأنشطة التي تعمل على بناء الكفاءة الذاتية خلال مواقف التعليم، بما يمكن المتعلمون من الوصول إلى مستويات أعلى من الإنجاز.
ويؤكد ديلماك (Dilmac, 2021) على أن الكفاءة الذاتية لدى المتعلم لا تنمو إلا من خلال أساليب متنوعة تعني بالتعلم النشط الذي يقود المتعلم إلى البحث والتجريب والممارسة الفعلية، من خلال أساليب العصف الذهني والعروض التوضيحية وحلقات النقاش، وصولا إلى استنباط الحقائق والمفاهيم العلمية في أي ميدان معرفي. فمن منظور ديلماك، يمكن لنا استشراف مدى الارتباط فيما بين مقومات التعلم الاستقصائي وقدرته على تحسين مستويات الكفاءة الذاتية لدى المتعلمين، فالتعلم النشط والعمليات المرتبطة به هي بالأساس تقود الى استحضار عمليات العلم التي يعمل في اطارها الاستقصاء العلمي.
وفي سياق الارتباط بالغايات الكبرى من التعليم، فقد دعت رؤية عُمان (2040) في أحد أولوياتها وما يرتبط به من توجه استراتيجي إلى تعليم شامل وتعلم مستدام، وبحث علمي يقود إلى مجتمع معرفي، وقدرات وطنية منافسة، حيث أرتكز هذا التوجه إلى تسليط الضوء على عمليات العلم والبحث العلمي بمفهومها الشامل والواسع بين ميادين المعرفة، وذلك من أجل تطوير النظام التعليمي بجميع مستوياته، وتحسين مخرجاته، تحقيقا لمجتمع متمسك بقيمه، نشط معرفيا واقتصاديا، عن طريق تطوير المناهج والبرامج التعليمية لإعداد خريجين مؤهلين لدخول أسواق العمل بقدرات وإمكانات ومهارات تنافسية، كما أشارت الوثيقة في معرض حديثها عن أهداف التعليم أنها يجب أن تواكب مهارات المستقبل، وتدعم تنوعا في المسارات التعليمية، فضلا عن بناء منظومة وطنية فاعلة للبحث العلمي والإبداع والابتكار تسهم في بناء اقتصاد المعرفة ومجتمعها (وزارة الاقتصاد، سلطنة عُمان-وثيقة الرؤية 2040، ص 20).
وفي ضوء هذا التوجه الاستراتيجي، ينبغي للنظم التربوية البناء عليه، وترجمته إلى إجراءات وعمليات تعمل على تفعيل ذلك التوجه في هيئة استراتيجيات ونماذج وأنشطة ومواقف تعليمية تضمن مرور المتعلمين بخبرات تدعم مهاراتهم البحثية، وهو ما يتسق ومبادئ التعلم الاستقصائي الذي يحفز من بناء العمليات العقلية القائمة على الفحص والشك والجدل والاستفسار والاستدلال، والتأكد من الحقائق والمفاهيم عبر التجريب المستمر في كافة المناهج التعليمية، وعبر ميادين المعرفة المنظمة، ومنها ميدان التربية الفنية والفنون البصرية بمفهومها الشامل.
ويمتاز ميدان الفنون البصرية التشكيلية بخاصية دينامية فاعلة، تعمل أغلبها على مبادئ ومعايير الاستقصاء والبحث والتجريب في محاولات تعبيرية تحث التفكير والاستبصار الواعي حول موضوعات حياتية برؤى كونية، وعلى نفس الدرب؛ يستكشف المتعلم الطاقة الكامنة في أدوات التعبير والخامات المتاحة أمامه، فضلا عن تحديات تتعلق ببلورة وتطويع الأفكار والتصورات الذهنية والبصرية ومحاولة إنتاجها في هيئات ذات مدلول بصري يتسم بالفرادة.
وقد ارتبط تعليم الفنون البصرية في العقدين الأخرين بالمجتمع وحاجاته من خلال الاتجاه والانفتاح نحو "التثقيف المجتمعي من خلال الفن"، ودعم مقومات بناء الثقافة البصرية، والتعددية الثقافية لدى المتعلمين، لمواجهة مشكلات وتحديات فرضتها الأحداث والمتغيرات الاجتماعية العالمية، والمناداة بمفهوم الكوكبية في تعليم الفنون والذي يعمل على ربط متعلم الفنون بالعالم الخارجي الاوسع في نطاقات متتالية محليا وإقليميا وعالميا، وذلك من خلال التهيئة والتخطيط للانخراط بالقضايا والمشكلات الملحة في المجتمع، ومحاولة إيجاد الحلول العملية لها.
ويشير رولينج (Rolling, 2006, p.6) إلى رؤية إليوت أيزنر Eisner Elliot W. حول اعتقاد البعض بأن الفنون أقرب إلى حافة التعليم منها إلى جوهره، والتسليم بحجج غير دالة علميا حول أهمية الفنون بالمقارنة بالعلوم الكمية الطبيعية، غير مدركين بدور الفنون في استحضار أنماط التفكير، وتطويرها وصقلها، حيث تتمثل المهمة الكبرى للتعليم من خلال الفنون في ضمان واستدامة التعددية الفكرية والثقافية للتكيف مع المحيط الثقافي والاجتماعي دون اصطدام، وذلك عبر منطلقات جمالية، سعيا لاكتشاف الحقائق والمفاهيم.
ومن ثم أصبح من المؤكد استحالة عزل أدوار وأبعاد تعليم الفنون البصرية عن المجتمع والبيئة المحيطة، والعمل دعم مقومات الارتباط بين المتعلم والبيئة المحيطة به من منطلق إعمال التفكير البصري كأحد أهم مدخلات تعليم الفنون اعتمادا على العمليات العقلية المرتبطة بتطويع الأفكار والتصورات الذهنية والخيالية، وبلورتها في هيئات فنية مرئية تجسدت عبر المرور بعمليات معرفية علمية كالملاحظة والتأمل والتساؤل، والمقارنة والاستدلال والاستقصاء.
فالتفكير البصري يعد نمطا من أنماط التفكير، يقوم على معالجات التصور الذهني للشكل البصري، اعتمادا على المثيرات البصرية المتنوعة، وقد استفاض الباحثين في تعريف هذا النمط من التفكير، حيث أشار يونس وآخرون (2020، ص120) إلى أن التفكير البصري هو نوع من أنواع التفكير ينشأ عندما يتعرض الفرد لمثير بصري يجب الاستجابة له، ويشمل قراءة هذا المثير بصريا والقيام بسلوك إيجابي نحوه والتعبير عن ذلك بوسائل الاتصال المتاحة. كما يراه فياض (2015، ص53) بأنه منظومة من العمليات الذهنية والتي تترجم قدرة الطلبة على قراءة الأشكال والصور والخرائط، وتمييزها وتفسيرها وتحليلها وإدراك العالقات فيما بينها، والتعبير عنها بلغة لفظية مكتوبة أو منطوقة.
وترتبط بعملية التفكير البصري مجموعة من المهارات التي تشكل سلسلة من الإجراءات التي يمر بها الفرد المتعلم وصولا للإدراك والتعلم بصريا، حيث لخص السلمي (2020، ص609) ما ورد في العديد من الدراسات من اتفاق على مجموعة من المهارات المرتبطة بعملية التفكير البصري وهي: مهارة التعرف على الشكل البصري وتحديد وتمييز أبعاده، مهارة تحليل الشكل البصري وادراك العلاقات وتحديد خصائصها، مهارة ربط العلاقات في الشكل البصري، مهارة ادراك وتفسير الغموض، وأخيرا مهارة استخلاص واستنتاج المعاني والتوصل إلى مفاهيم ومبادئ علمية.
ومن ثم فميدان التربية الفنية والفنون البصرية يرتبط ارتباطا وثيقا بمضمون الثقافة البصرية والتفكير البصري، ومن ثم تتأثر عمليات هذا النوع من التفكير بما يجريه الفرد من تصورات ذهنية تتعلق بالموضوع المطروح، فمتعلم الفنون في حالة سعي دائم لوضع تصورات ذهنية ترتبط بالمفاهيم الكامنة في الموضوع المطروح للتعبير، وذلك كمحاولة منه لتجسيد رؤية تصويريه مادية، تلك الرؤية ليست رؤية بصريه مرئية مدركه بالمعنى الحقيقي، بل هي محاولة تصور ما لا يمكن للمرء أن يراه في صورته الفعلية.
وفي هذا الصدد أشارت كلا من (صدقي، مطاوع، 2010، ص25-26) إلى ان التفكير البصري عمليه يسلك فيها الفرد اتجاه كشفي لمحاولة فهم البيئة المحيطة به، كما أشارا الي أن دراسات الجشطالتين Gestalts أوضحت أن الإدراك البصري لا يعتمد على جهاز الإبصار وحدة، إذ أن المرء لا يدرك تلقائياً كل ما يقع في حقله المرئي، بل يدرك الموقف ككل إدراكا ذاتياً يرتبط ببيئته الطبيعية والثقافية. وعلى ذلك فإن لغة الشكل المرئي تحمل إلى جانب واقعها البنائي بٌعداً إدراكيا يتمثل في مدلولاتها الرمزية المعرفية التي تتفاعل في البنية المعرفية للمشاهد، لينتقي منها، ويقوم بالحذف أو بالإضافة لتلك الأشكال، فالتفكير بصريا يعني بمهارة الانسان في تخيل وعرض فكرة او معلومة باستخدام الصور والرموز بعيدا عن الكثير من الاساليب التي تستخدم في التواصل مع الآخرين. وعلى صعيد ثان؛ ذكرت (ابراهيم، 2017، ص128) أن التفكير البصري يضيف ملامح خاصة إلى الرموز الافتتاحية، وأن هذه الملامح ماهي إلا مفاتيح من الأدوات القوية للاتصال والوصول إلى نطاق واسع من المفاهيم الافتتاحية التي تستطيع ان توفر الاسترجاع البصري الهام لتذكر الحقائق الرئيسية خلال عملية التفكير.
وبالتالي، فالتفكير البصري يتعامل مع العديد من الصور العقلية التي يدركها الفرد في البيئة، فهذه العملية تظل في حركة بندوليه بين المدركات، وما سبق أن تًكون لدى الفرد من صور ذهنية في ذاكرته، وهي ما يطلق عليها "الذاكرة البصرية"، فالذاكرة البصرية دائماً ما تغذي هذه العملية التي تتم داخل العقل بمخزون كبير من الصور التي سبق وأن أضيفت إليها وتراكمت وتراكبت مع مثيلاتها في علاقة يقبلها الفرد. إن عمليات التفكير البصري وما يتم استدعاؤه من الذاكرة من صور عقلية وما يدركه من البيئة.. يصاحب ذلك عملية "تخيل"، فالخيال هو طريقه للاستكشاف والتجوال العقلي على نحو إرادي مرن، وطرح الاحتمالات، واللعب بالبدائل خلال العوالم الخاصة بالصور، فالخيال في جوهره معني بتحويل الصور من هيئة إلى اخرى من خلال عمليات التفكير التي تمت على الإدراك البصري. (عبد الحميد، 2008،43)
وعبر مقومات التفكير والتعلم البصري، تتأكد قيم وخبرات حياتية خلال ممارسة أنشطة الفنون، فالفن وسيلة للنمو الاجتماعي، فينمو المتعلّم اجتماعيًا من خلال المشاركة في اختيار الموضوعات وحرية التعبير عنها (الغنيمي،2005-159). كما أن التعاون مع الأقران من خلال الاكتشاف والاستقصاء في مقومات الفن يتيح فرصًا هائلة لإقامة علاقات اجتماعية سليمة ومتضافرة أيًّا كانت وسائل التواصل فيما بينهم، فبناء الأفكار وبلورتها واتخاذ القرار بين متعلّمي الفنون، وتعلّم احترام حقوق الغير وملكيتهم، هي جميعها أمور توفرها فرص التواصل المتزامن وغير المتزامن بين المتعلّمين، فممارسة الفنون، خاصة في الأعمال الجماعية، تسهم بقوة في تأكيد القيم الاجتماعية الإيجابية بين الأطفال والممارسين على اختلاف أعمارهم، الأمر الذي يؤثر في شعورهم بالانتماء إلى الهدف الجماعي. (المعمري، فوزي، النجار، 2020، ص4).
وعليه، فإن عمليات الاتصال والتواصل عبر ميدان تعليم الفنون البصرية تتجاذب نحو أنماط هذا التواصل سواء كان حقيقيا أو افتراضيا عبر أدوات وتكنولوجيا الاتصال، فالطبيعة الخاصة لميدان الفنون البصرية تستدعي العمل على توظيف كافة أنماط التواصل عبر المواجهات المباشرة في استوديوهات ومراسم الفنون، وعبر توظيف مبادئ التعلم المستمر ومدى الحياة الداعية إلى تمكين متعلمي الفنون من استخدام وتوظيف أدوات ووسائط الاتصال اثناء التعلم.
ويؤكد ويفر وزملاؤه (Weaver et al., 2021) على أن أهمية التعليم الرقمي وادواته تتضح في مستوى المرونة التي يتمتع بها هذا النوع من التعليم، بما يسمح بالتعاون بين المعلمين من جانب، وبين المعلمين والطلبة من جانب آخر، وبين المتعلمين وبعضهم البعض من جانب ثالث، حيث يوفر التعليم الرقمي عن بعد العديد من الأدوات التي تمكن اطراف العملية التعليمية من اجراء الملاحظات المتزامنة، وجمع البيانات والتعليقات، بما يؤثر على مرونة التدريس، وسهولة الملاحظة، والتفكير، ومشاركة الأفكار في الواقع البيئي الافتراضي، مما يؤدي إلى فهم أعمق للمحتوى التعليمي. ويرى نيكرسون وزملاؤه (Nickerson et al., 2014) أن الدروس الهجينة التي تجمع بين فعاليات التعليم الرقمي الالكتروني، وفاعليات التعليم الصفي المباشر ذات فائدة عظيمة، وان الدرس الهجين يتضمن فاعليات تكنولوجية متنوعة، حيث يمكن أن يتم إدارة حوار الكتروني عن بعد حول هذا الدرس أو ذاك بين مجموعات من معلمي التخصص، بحيث ينتج عن هذه الحوارات اسهامات تكنولوجية لتطوير الدرس من خلال دعمه بالوسائط او المرجعيات الرقمية، وكل معلم يمكنه الدخول والتعديل، ويستمر ذلك الأمر فيما بينهم، فيتحقق النمو والتطوير المتعدد الرؤى بين خبرات مجموعات المعلمين.
وهنا يرى كل من فوزي والعامري (2021) أن محتوى الفن الذي يتم تدريسه يتفاعل مع البُعد البيئي لذلك المحتوى، فمن خلال تعلّم أحد المفاهيم التي تتسع حدودها بين مجتمعات وبيئات متمايزة، فتكنولوجيا المعلومات تأخذ بالبيئة التي يحدث فيها التعلّم إلى بعد ميتافيزيقي يعبر بالطلاب حدود الحيز البيئي الذي يتم فيه التعلّم مدعمًا في ذلك طاقات الطلاب الإبداعية وما يرتبط بها من تخيلات تؤسس لبناء نظام من الخيال المرتبط بالموضوع المطروح. وتبعًا لذلك، فإن مقومات النمذجة الرقمية للتربية الفنية توفّر تلك الصلات البيئية الافتراضية عبر عوالم فضاءات الشبكة المعلوماتية، وهو الأمر الذي ينعكس بدوره على معلم الفن الذي يخطط للتدريس في ظل التعليم المدمج، ووفق قدراته في الاطلاع والبحث عن المواد التعليمية والبصرية الملائمة للموضوع المطروح، ومن ثم أصبح لزامًا أن يمتلك معلّم الفن من المواصفات ما يؤهله للتعامل مع معطيات مستحدثة اتجهت ببيئة التعلّم نحو أبعاد ترتبط ببناء سياقات من الخيال تفوق الواقع والحدث والزمان والمكان في الموقف التعليمي.
ففي ظل التّطور التّكنولوجي الذي يشهده العالم، وتصاعد دور وسائل الاتصال والتكنولوجيا الرقمية، أصبح العالم يتجه نحو الصورة والمثيرات البصرية، ساعيا نحو تجريد وتلخيص المعلومة، والتي ينبغي الاعتراف بها ضمن مقومات القوة التي يحملها عصر الصورة، والتي تؤثر تأثيرا بالغا في تلخيص وتجريد المعرفة إلى درجات قصوى (عبد الحميد، 2008)، فالمثيرات الرقمية احدثت نوعا من الزخم الفكري كنتيجة طبيعية لتزاحم المؤثرات التكنولوجية، بل وطغيانها على المعلومة المقدمة عبر بوابات المعرفة.
إن إشكالية الجاذبية التي توفرها التكنولوجيا الرقمية لاتزال قائمة، فكيف يتم تحقيق التوازن بين ما هو حقيقي، وما هو افتراضي في ميدان تعليم الفنون البصرية، إن هذا الأمر يتطلب البحث في كيفية تحقيق التبادلية والازدواجية فيما بينها على أساس قيام الفنون البصرية التشكيلية بأدوارها المتوقعة لتحقيق ذلك. ففي هذا السياق أشار كل من دولنك؛ بوليو، شيبارد (2020) Dolenc,R.; Beaulieu, P; Sheppard,P إلى فاعلية تنسيق المحتوى العلمي بشكل استقصائي على شبكة الانترنت، حيث ان انتاج بيئة تعليمية قائمة على مكونات الاستقصاء العلمي من تساؤل وتخطيط وبحث وتحليل من شأنه أن يوجد فرصا جديدة للإبداع، وطرقا جديدة في تفاعل المعلمين مع الطلبة بما يضمن تفعيلا لآليات الوسائط المتعددة على نحو جذاب يثير شغف المتعلمين، ويدفعهم نحو التعلم والاستمرار فيه.
ولما كان الاستقصاء في مضمونه بالأساس يعتمد على عمليات العلم، فان مقومات ميدان تعليم وتعلم الفنون البصرية لا تخلو من تلك العمليات التي يتم تفعيلها من منظور ممارسات الفن والتربية الفنية. فالملاحظة والقياس والتصنيف والاستدلال والتنبؤ واستخدام العلاقات الزمانية-المكانية والتواصل، هي جميعها عمليات تتم تفصيلا وتحليلا خلال ممارسات التفكير عبر ميدان الفنون البصرية وعمليات تعليمها وتعلمها، اعتمادا على منطلقات مهارات التفكير البصري، فالنماذج التعليمية المستهدف بناؤها في هذا المشروع البحثي تتمثل في تصميم أنشطة تعليمية تعمل على وضع المتعلمين في مواقف تعليمية تعلمية رقمية وحقيقية لتنظم خبراتهم على نحو متسق تجاه بناء المعرفة والمعنى بأسلوب استقصائي، بحيث تدفعهم تلك الأنشطة إلى البحث عن المعلومات، واختبارها وتجريبها، وتسجيل الملاحظات، واستنتاج الحقائق بأنفسهم، وتدريبهم وتحفيزهم على كتابة تأملاتهم بما يدعم توجهاتهم الإبداعية، ويهيئ لهم الفرص للتعامل مع المواقف الحياتية التي تتطلب الفحص والتفكير وصولا لحلول إبداعية لمشكلات وقضايا خاصة وعامة، موظفين في ذلك عمليات العلم المرتبطة بالاستقصاء العلمي خلال أنشطة وممارسات الفنون البصرية، بما ينعكس إيجابا على تحسن مهارات التفكير البصري لديهم، وكذلك مستوى كفاءتهم الذاتية في معالجة المشكلات الفنية وإيجاد الحلول لها أثناء مراحل ممارسة وإنتاج أعمال الفن التشكيلي البصري.
عنوان قصير | تكمن عمليات العلم القائمة على الاستقصاء العلمي على العديد من الإجراءات التي تتوفر خلال فعاليات وممارسات الفنون البصرية التشكيلية، فعمليات الملاحظة والقياس والتصنيف والتنبؤ والاستدلال والتواصل هي جميعا عمليات نافذة في ممارسات التفكير البصري خلال تعلم الفنو |
---|---|
اختصار | TTotP |
الحالة | لم يبدأ |
بصمة
استكشف موضوعات البحث التي تناولها هذا المشروع. يتم إنشاء هذه الملصقات بناءً على الجوائز/المنح الأساسية. فهما يشكلان معًا بصمة فريدة.