الاستشراق والافتئاد على النحو العربي - تحليل ونقد

ترك علماؤنا الأوائل تراثا لغويا وإرثا ثقافيا حقيقا منا بكل تقدير وإكبار ، بيد أنَّ ثمة افتراءاتٍ أثيرت حول أصالته ؛ إذ تخرّصَ ثلةٌ من المستشرقين المجانبين للموضوعية ، المحايدين للصواب وصوت الضمير ومن نحا نحوهم وترسّم خطاهم زاعمين أنّ النحو العربي تأثر في نشأته بمؤثرات أجنبية في محاولة منهم خبيثة للتشكيك والتشويش على هذا الإرث الثقافي الشامخ ، والغرض من هذه الدراسة هو تفنيد رأي هؤلاء المستشرقين الذين قالوا بعدم أصالة النحو العربي، وأنه يدين في نشأته للنحو اليوناني والسرياني ، ودحض هذه التهمة الظالمة بالأدلة والبراهين والحجج والمنطق أيضا، وما يحزّ في النفس أنّ نفرًا من الباحثين العرب تبنوا آراء المستشرقين ودافعوا عنها ، ومن ثم طعنوا في أصالة التراث النحوي، وذهبوا إلى ما ذهب إليه هؤلاء المستشرقون من القول بوقوع النحو العربي تحت وطأة الثقافات الأجنبية ، وقد أريد لهذا البحث أن يقع في مقدمة ومبحثين وخاتمة، ألممت في المقدمة إلمامة عاجلة بالحديث عن الاستشراق ، معناه ، وأهدافه ، ثم تناولت في المبحث الأول آراء بعض المستشرقين الذين طعنوا على النحو العربي، وفندت آراءهم ، وفي المبحث الثاني تحدثت عن آراء بعض مَنْ تبنى آراء المستشرقين من الكتاب واللغويين العرب ، وحذا حذوهم أمثال جرجي زيدان ، وأنيس فريحة وفؤاد حنا ترزي وغيرهم ، وحاولت تفنيد آرائهم ، والرد عليهم مع الاستعانة بأولئك النفر من الباحثين الذين أخذوا أنفسهم بالدفاع عن التراث العربي وتبديد الشكوك حول نشأة النحو العربي وأصالته من أمثال الأستاذ العقاد، والشيخ محمود محمد شاكر والدكتور عبد الرحمن السيد ، والدكتور تمام حسان والدكتورعلي أبو المكارم والدكتور إبراهيم السامرائي وغيرهم